كتب نائب مجلس النواب الشعب و التيار الديمقراطي هشام العجبوني عبر صفحته الرسمية عن سبب عدم تصويت الكتلة على اللائحة التي قدّمها حزب الدستوري الحر التي تقوده عبير موسي لمنع أي تدخّل عسكري أجنبي في ليبيا .
و أوضح العجبوني في تدوينته قائلا :
»
حتى لا تغالطكم عبير موسي……
منذ حوالي شهر، قدّم الحزب الحر الدستوري مشروع لائحة تهدف لإعلان رفض البرلمان للتدخل الخارجي في الشقيقة ليبيا و مناهضته لتشكيل قاعدة لوجستيّة داخل التراب التونسي قصد تسهيل تنفيذ هذا التدخل، و ذلك طبقا للفصل 141 من النظام الداخلي!
و لكن هذه اللائحة التي في ظاهرها تُدين الإصطفاف كانت تكرّس الإصطفاف إلى أطراف معيّنة دون أخرى، لأنها لم تذكر إلاّ قطر و تركيا و تجاهلت كل القوى الإقليمية و الدولية الأخرى كالولايات المتحدة و فرنسا و إيطاليا و الإمارات و غيرهم!
منذ عرض اللائحة على رؤساء الكتل كما يقتضي الفصل المذكور، عبّرت شخصيا لرئيسة كتلة الحزب الدستوري الحرّ عن موافقتنا عموما عن عنوانها و مضمونها، مع احترازنا على سياسة الكيل بمكيالين!
و وضّحنا بأن الكتلة الديمقراطية ترفض كل التدخّلات الأجنبية مهما كان مأتاها و أن سياسة الإصطفاف تضرّ بمصلحة تونس، و أنّ تونس يجب أن لا تعادي أيّ طرف ليبي و أن تكون على نفس المسافة من كل أطراف النزاع و أن تكون جزءًا من حلّ ليبي ليبي و ليست جزءً من المشكل!
اليوم أعلمناهم أننا سنصوّت على اللائحة بشرط ذكر كل الأطراف المتدخلة في الشأن الليبي أو عدم ذكر أي طرف، و الإكتفاء بإدانة و رفض كلّ تدخّل أجنبي بدون استثناء!
في آخر المطاف، تمّ إلغاء ذِكر أي بلد بطريقة مباشرة و لكن تمت إضافة جملة تُحيل إلى قرار للبرلمان العربي (نعم، البرلمان العربي أصبح مرجعا في تحديد مواقفنا) وهذا القرار لا يُدين إلاّ التدخّل العسكري التّركي! علما و أنّ هذه الإضافة لم تقترحها أيّ كتلة خلال جلسة دامت ساعات. وهو ما اعتبرناه تحيّلا سياسيا و محاولة التفاف على موقفنا المبدئي!
و بكل وضوح، نحن نُدين التدخّل التّركي العسكري في ليبيا و نعتبر أن تركيا لها نوايا « استعمارية » و توسعيّة و تهدّد مصالحنا الإقتصادية مع الشقيقة ليبيا!
تماما كغيرها من الأطراف الإقليمية و الدولية!
اقترحنا عليهم إلغاء الإحالة على قرار البرلمان العربي لنقوم بالتصويت على اللائحة و لكنهم رفضوا!
كان واضحا أنّ عبير موسي كانت تهدف إلى تسجيل النقاط السياسية و لم تكن تسعى إلى حلّ توافقي لمسألة كان من المفروض أن توحّدنا و لا أن تكون محلّ تجاذبات و اصطفافات و تصفيةحسابات سياسوية!
و لذلك امتنع نوّاب الديمقراطي عن التصويت!